بقلم – عمر فرحات صقر
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا. القائل فى كتابه العزيز ( والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم)
واشهد أن محمد عبد الله ورسوله القائل ( عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله )
. فإن الشهادة فى سبيل الله عز وجل تظل منفردة عن غيرها من المكارم التى تكون بالطاعات لانه لا يجود بنفسه إلا عظيم يعلم أنه يقدم عمل عظيم يستحق التضحية بحياته لأجلها
. والشهادة هى إصطفاء من الله تعالى حيث يقول الله عز وجل ( وليعلم الله الذين ٱمنوا ويتخذ منكم شهداء )
. ان الشهيد الحق هو من مات دفاعا عن دينه وأرضه وعرضه وماله
.فقد قال النبى محمد صلى الله عليه وسلم (من قتل دون ماله فهو شهيد . ومن قتل دون اهله فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد )
.ومنزلة الشهيد عند الله من أعظم وأعلى المنازل . فله عند الله الدرجة العلى لأنه اصطفاه للشهادة .
.حيث قال النبى محمد صلى الله عليه وسلم ( يعطى الشهيد ست خصال عند أول قطرة من دمه : يكفر عنه خطيئته ؛ ويرى مقعده من الجنة ويزوج من الحور العين ؛ ويؤمن من الفزع الاكبر ؛ ومن عذاب القبر ؛ ويحلى حلة الايمان )
. والتضحية بالنفس من أجل الوطن هى أسمى انواع الشهادة لأن حب الوطن ليس مجرد كلمات تقال او شعارات ترفع إنما هو سلوك وتضحيات . فحب الوطن ساحة للعطاء والتضحية لأجله بكل غال ونفس .
.وقد جسد النبى محمد صلى الله عليه وسلم معنى حب الوطن والوفاء للوطن حين أخرجه قومه من مكة المكرمة فنظر إليها وهو حزين فقال ( ما اطيبك من بلد ؛وأحبك إلى لولا أن قومى أخرجونى منك ما سكنت غيرك )
. فالوطنية الحقيقية فداء وعزة وكرامة وإباء وشموخ وأعتزاز بالوطن اعتزازا لا تفريط فيه ومن ثم فإن الوطن يستحق التضحية لأجل عزته ورفعته وحفظه من كل مكروه وسوء .