google-site-verification=0srey4iLihuuP-9f3u-tWZ6N2qo1heq4Dz3hMod1G18
أخبار عاجلة

الأسرةُ وآفة المخدرات

كتب / عمر فرحات صقر

 

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، حمدا كثيرا طيبا مباركا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
حيث يقول سبحانه وتعالى : (هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍۢ وَٰحِدَةٍۢ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إليها )
فإنّ الأسرةَ أساسُ المجتمعِ، ونواةُ بنائهِ، وبتماسكِهَا واستقرارِها يكونُ تماسكُ المجتمعِ واستقرارُه، لذلك عنيَ الإسلامُ ببناءِ الأسرةِ عنايةً كبيرةً بما يحققُ السكنَ والمودةَ والرحمةَ بين جميعِ أفرادِهَا، حيثُ يقولُ تعالي: ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون ).
فجعلَ الله سبحانَهُ الزواجَ سكنًا،
جعلَ الحقُّ سبحانَهُ وتعالي المودةَ والرحمةَ من أُسسِ بناءِ الأسرةِ، فالمودةُ: حسنِ المعاملةِ، بين الزوجين .
وبذلك تكونُ الأسرةُ قائمةً علي معاني حسنِ الخلقِ، وجميلِ العشرةِ، والرأفةِ، وفي ظلالِ هذه الأسرةِ المستقرةِ المتماسكةِ تنمو الاخلاق الفاضلة الطيبةٌ، وتنشأُ الخصالُ الكريمةُ والذريةُ الصالحةُ، فتنتشرُ السعادةُ في جنباتِ البيتِ.
فتستقر الاسرة ويستقر المجتمع ويكون نتاج ذلك اناس يشاركون فى رفعته الوطن وتقويته والدفاع عنه .
فكما اهتم الدين بالإنسان اهتم ايضا بالاوطان
ولتحقيقِ السكنِ والمودةِ في الأسرةِ ينبغي التحلي بأمور منها:
١ ) المعاملةُ الطيبةُ، والمعاشرةُ بالمعروفِ، بين الزوجين .
حيثُ يقولُ الله تعالي: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} ،
ويقولُ نبيُّنَا صلى الله عليه وسلم «استَوْصُوا بالنساءِ خيرًا، ويقول ايضا (خَيْرُ نِسَائِكُم مًن إذَا نظرَ إليها زوجُهَا سرَّتْه، وإذَا أمرَها أطاعَتْهُ، وإذا غابَ عنْهَا حفظَتْهُ في نفسِها ومالِه) .
٢ ) إنفاقُ الزوجِ علي أسرتهِ، بتوفيرِ المأكلِ والمشربِ والملبسِ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: ( لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ )
ويقولُ (صلي اللهُ عليه وسلم): كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ )
٣ ) حفظُ الأسرارِ بين الزوجينِ، فَكِلَا الزوجين سترٌ وسكنٌ للآخر، وإفشاءُ الأسرارِ لا يرضاهُ دينٌ، ولا خلقٌ قويمٌ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا (صلي اللهُ عليه وسلم:( إِنَّ مِن أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَومَ القِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إلى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا ).
٤ )المشاركةُ في تربيةِ الأبناءِ، وتنشئتِهِم تنشئةً سويةً، فلا يقتصرُ دورُ الزوجين علي رعايةِ الأبناءِ بتقديمِ الطعامِ والشرابِ والأمورِ الماديةِ فقط، بل تعظمُ هذه الرعاية ببناءِ القيمِ والأخلاقِ في نفوسهِم، مما يؤهلهُم للقيامِ بدورهِم في رفعةِ المجتمعِ وتقدمِه، ويكونون بذلك قرةَ أعينٍ لآبائِهم وأمهاتِهم في الدنيا والآخرةِ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا،
ويقولُ نبيُّنَا (صلي اللهُ عليه وسلم): (اذا مات ابنُ آدمَ انقطعَ عملُهُ إلا من ثلاثٍ : صدقةٍ جاريةٍ، أَو عِلمٍ يُنتفَعُ بهِ ، أَوْ وَلدٍ صَالحٍ يَدعُو لَه)، وكما تعني الأسرةُ بالأبناءِ يجبُ أنْ تعني بحقوقِ الآباءِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، فيتحققُ الأمنُ والسكينةُ، والسعادةُ لكلِّ أفرادِ الأسرةِ.
والرعاية من الآباء والامهات لابنائهم بالود والرحمه واستقرار الاسرة ومناصحة الابناء وإرشادهم وتصحيح اخطائهم وتمسكهم بالدين الوسطى الحنيف والسير على الاعراف البنائه نجد ابناء صالحين نافعين لانفسهم ولمجتمعهم ويكونوا اداة بناء للوطن وجنود تحرس مقدرات الوطن . فلا تتغلب عليهم الافكار الهدامه ولا يقتربوا من اى عمل يدمر حياتهم .او او وطنهم
فمن خلال الاسرة المستقرة نحمى ابنائنا من المخدرات واعمال السوء والشرزمة والبلطجة ويصبح مجتمعنا فيه رجال تشيد وتطور وتشارك فى رفعة الوطن
والمشاورةُ بَيْنَ أفرادِ الأسرةِ في أمورِ الحياةِ، مما يشعرُ كلّ فردٍ مِن أفرادِ الأسرةِ بدورهِ وقيمته وأهميتِهِ،
لا شكَّ التماسك والترابط والود والتفاهم بين الزوجين له دورًا كبيرًا فى استقامة الابناء في الحفاظِ عليهم من المخدرات ومن كل خطر يداهمهم ، وذلك من خلالِ دعمِ أواصرِ الحبِّ والاحترامِ والسكنِ والمودةِ لابنائهم ، واحترامِ خصوصياتِهِم، واحتواءِ الاختلافاتِ بإبداءِ النصحِ والإرشادِ لهما، حيثُ يقولُ تعالي: ( وَقُلْ لِعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) ، فما احوج آبائِنا وبناتِنا، وذويِ القربةِ منا. إلى العيش فى اسرة مستقرة متماسكه مترابطه بالحب والود
فما أحوجَنَا إلي أنْ نحققَ السكنَ والمودةَ في بيوتِنا، حتي يسودَ الحبُ والتآلفُ والاستقرارُ في المجتمعِ كلِّه.
ونحافظ على ابنائنا من الطاعون المدمر فى هذا الزمن وهو المخدرات.

شاهد أيضاً

وزيرة البيئة تتوجه إلى العاصمة الكينية نيروبي للمشاركة فى أعمال الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة

وزيرة البيئة تتوجه إلى العاصمة الكينية نيروبي للمشاركة فى أعمال الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *