google-site-verification=0srey4iLihuuP-9f3u-tWZ6N2qo1heq4Dz3hMod1G18
أخبار عاجلة
أيمن صبري
أيمن صبري

264 ساعه .. بقلم ـ أيمن صبري :

بقلم ـ أيمن صبري :

أحدى عشر يوماً هي مدة أجازتي والتي قضيتها مابين بعض القرى والمدن من حولي .

رأيتُ فيما يقل عن هذه الفترة القصيرة العجب، وأستدم ذهني المتعلق حتى الآن بأيام جميلة قد مضت وأُناسً من أنقى وأطهر النفوس قد رحلوا .

حقا أنه واقع مرير أن تخلو الدنيا من أيام ونفوسً نقية ولم يبقى غير أشياء تُبكي القلب وتُدمي العين.

رأيت أخوة قد تغيروا، وحفاةً تطاولوا، وقلوباً على أبنائهم قست وأبناءً في منتهى الجحود . وكأنها القيامة .

نعم قد أقتربنا كثيراً ، لم يبقى من القرى غير القليل من الأرض المثمرة وكثيراً منها يأبى الزراعة لسوء المعاملة والإهمال المميت.

فأين ذلك اليد الطاهرة التي كانت تحنو عليها وترعاها لتُخرج من بطونها الخير. الخيرالذي كنا نراه صغارً في أعيُن ساكني ذاك الزمن الرائع الذي رحل بكل ما فيه من أخلاص وطيبة وحب ، وأخلاقا قد تبددت وتلاشت وكأنها قطرات من الندى سكنت أوراق الشجر حتى بذوغ الشمس لن ترى لها وجود .

هكذا كانت الأخلاق بيننا. فى مجتمع حديث سادتة الفوضى والعشوائية وأنعدم كل ما هو جميل .

لم أذكر يوماً في صبايا أو شبابي رأيت عزاء وعُرس في قرية واحدة إلا في هذة الأيام ، وليست فقط في نفس القرية بل في نفس العائلة ، يكون المتوفي والمتزوج وتنطلق الموسيقى والبهجة وتعلو الضحكات ويُنسى الفقيد وحزن من حوله عليه. هذا وقد رأيت تصرفا في غاية الغرابة وقد أصبح موضة تثير السخرية أحياناً والتعجب أحياناً أخرى.

فقد أعتاد اليوم بعض من الأشخاص الإبداع في التنكر أو رفض ما كان والتبري من الأصل بطريقة مضحكة في فعلها وبساتطها وهو أرتداء الجلباب ومن فوقه العبائة ليكون زي متناسق وحذاء مثلة تمام في التناثق ، ولا مانع في بعض الأوقات من أمتلاك عصى كلاسيك حتي يتشبه بكباراً حرم والده من مجالستهم وأو القرب منهم، ونسوا هؤلاء المستنسخين أن الشخصية تُبنى بالأخلاق وليس الجلباب.

ومنهم من يكتفي بتحديد لحيته وإدعاء الفضيلة وركوب السيارة الفاخرة التي لم يكن لمن جاء به أن يقترب من مثلها كل هذا كي يحترم.

فلماذا كل هذا العناء؟

أمن أجل أن ينسى الناس ما كان عليه حالكم قديماً؟

لا .. لقد خاب ظنك وخسر مسعاك فكلما رأوك تذكروا الماضي وضحكوا أو تعجبوا فالذكريات أطول اعمار من أصحابها.

دع كل من يجالسوك يدعون بالرحمة لمن رباك غنيا أم فقير ، لا تنكر الماضي حتى لا يرفضك المستقبل ، أجعل الأخلاق صادقة تتحدث عنك في غيابك ، وتجعل من يسمع عنك يحترمك دون أن يراك ، فالتعالي بسيارة أو ملبس لا يعلوا منك فهم أغلى منك قيمة وثمن.

يتشبهون بالكبار بالملبس والمنظر وفي نفس الوقت تكون بلدهم التي تأويهم ناقصة خدمات كثيرة عن بلاد آخرى لأن هؤلاء المتشبهون ليسوا بالكبار ، فهم يكبرون لأنفسهم فقط فأن وجدوا خيراً أخذوه ، وأن وأن شاهدوا شراً تركوه يلتهم من حوله ولن يمنعوه وبالمظاهر والأقوال يظنون أنهم يكبرون ويستعلوا على من هم أعلى وأكرم ، ونسوا أو تناسوا أن الكبير بأفعاله وليس بمظهره أو ما يحوي فمه من كلمات نفاقًُ ورياء ، لا تُثمن ولا تُغني من جوع.

ورأيت ما هو أصعب من هذا فالود بين الأهل والترابط والرحمة ومعنى الأخوة حتي بين الأب والأبن الجد والحفيد كل هذا ليس شيئ موروث ولكنه موجودا بالفطرة فيأين ذهب كل هذا. وجدت القسوة والنفور البغضاء والجحود فاين التراحم أين الود؟

كل هذا أصبح في الأذهان ذكرى مجرد ذكريات في زمن زاد فيه الأدراك والوعي وتعدد الشهادات والمناصب خسرنا فيه القيم الأخلاقيةوالأنسانية. فقدنا فيه أنفسنا حتى ما فضلنا الله به عن سائر خلقه فقده الأغلب “إلا من رحم الله”

شاهد أيضاً

متابعة المشروعات المنفذة لخدمة أهالي الصعيد من خلال برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر الممول من البنك الدولى والحكومة المصرية والمنفذ بمحافظتى قنا وسوهاج كمرحلة أولى و المنيا و أسيوط كمرحلة ثانية.

في إطار توجيهات القيادة السياسية ورؤية وزارة التنمية المحلية لدعم الصناعات اليدوية والحرف التراثية ، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *